شددت عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري السيدة رندة عاصي بري، خلال رعياتها حفل تخريج طلاب الشهادة المتوسطة في مدرسة الليسيه مونديال في النبطية، على ان "التاريخ يجب ان لا يزور ولن يزور ويجب النأي به عن الاصطفافات السياسية الضيقة سواء كانت هذه الاصطفافات داخلية او اقليمية او دولية، فالتاريخ لا يحتمل المواقف الرمادية ولا المسايرة ولا المساومة، والحق حق والباطل باطل والاحتلال احتلال"، معتبرة انه "يلتبس عند البعض كيفية قراءة التاريخ الحديث للبنان وخاصة حقبة الانتداب، وان هناك امعانا في تعطيل انجاز كتاب التاريخ الموحد، ومن مسؤولية المؤسسات التربوية الانتباه وعدم الوقوع في فخ التشويش الفكري والثقافي التي يراد من خلالها استيلاد حقبة سوداء من تاريخ الانتداب وتبييض هذه الحقبة على حساب العديد من الحقبات التاريخية التي تعمدّت بتضحيات اللبنانيين".
ولفتت بري الى انه "في اللحظة التي يجتهد فيه الكثيرون للأسف نحو ايقاظ المارد الطائفي والاشباح المذهبية في النفوس لغايات شيطانية، على المؤسسات التربوية وعي اهمية دورها في تعزيز مناخات الانصهار الوطني وترسيخ اجواء الوحدة وتعميم ثقافة الاعتدال والحوار وتقديم الوجه الحقيقي لمبادئ الدين الاسلامي الحنيف الذي هو دين للكرامة الانسانية".
ورأت بري ان "من مسؤولية المؤسسات التربوية العمل من دون تلكؤ حول خلق وعي لدى الطلاب الشباب منهم والاطفال حيال التحديات التي تواجههم على مختلف الصعد البيئية، الثقافية، الاجتماعية والاخلاقية وفي هذا المجال"، منبهة "ادارات المدارس والمعاهد واولياء الامور والفعاليات البلدية وهيئات المجتمع المدني من ضرورة وعي مخاطر الارهاب المتمثل بالمخدرات والذي يجد تربته الخصبة في المدارس لجهة الترويج والادمان".
وحذرت من "ان ارهاب المخدرات يتقاطع باهدافه واستراتيجيته مع الارهاب الذي يضرب بسيارات مفخخة احياء مدننا لان المخطط واحد".
ودعت بري "لاعادة الاعتبار للمناهج التربوية لجهة تطويرها بما يخولها بان تكون قادرة على مواكبة التطورات التربوية والتعليمية على قاعدة ان التعليم بات صناعة قائمة بذاتها اضافة الى كونه رسالة انسانية ووطنية بامتياز".
هذا وعلّقت بري على "جملة مواقف اطلقها بعض السياسيين من ضعاف النفوس، مواقف تفوح منها روائح المذهبية والهوية، مواقف اقل ما يقال فيها انها تتم عن عنصرية بغيضة"، معتبرة انه "غاب عن بال هؤلاء الحاقدين ان الارض التي انجبت حسن كامل الصباح ورمال رمال والعشرات من النوابغ من ابناء جبل عامل الذي تحت كل حجر منه شاعر واديب وعلى كل تلة من تلاله يشمخ عالم ومفكّر، ان التهويل يمثل هذه المواقف الرعناء لن يثني طلابنا ومؤسساتنا عن مواصلة مسيرة تجاوز النجاح نحو التفوق، فالارض التي كسرت ارادة الموت الاسرائيلي قادرة على كسر ارادة الحقد الطائفي والعنصري".